Archive | février 2012

وقفة مع الصيد البحري الساحلي

عبادة عبد الصادق 

يعتبر قطاع الصيد البحري وخصوصا الساحلي مجالا حيويا مهما داخل مدينة آسفي,فهو إلى جانب كونه موردا اقتصاديا محليا, يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ,ويشغل يدا عاملة كبيرة لارتباطه من جهة بعمال البحر ,ومن جهة أخرى بعمال معامل التصبير ومن جهة ثالثة بعمال النقل داخل الميناء وخارجه وكمٍّ هائل من اليد العاملة في مجالات متعددة ,حيث يمكن أن نقول إن آسفي كانت من المدن الأولى في المغرب التي بنت اقتصادها وريادته قبل الفوسفات  على الصيد البحري ,خصوصا صيد السردين ,نظرا لتوفرها في لحظة زمنية محددة على أسطول كبير ومعامل التصبير فاقت المائة ورغم أن العمل حينها كان موسميا إلا أن المشتغلين بهدا القطاع كانوا يُعتَبَرون من ركائز المدينة وطبقتها المتوسطة رغم أنهم عمال كادحون . 

واليوم يعاني القطاع ويلات لا حصر لها ,فغياب العصرنة واندثار أهم وحدات التصبير وغياب أهم مكونات الأسطول فقد تراجع هدا القطاع تراجعا كبيرا رغم انه يشتعل الآن وطيلة السنة ,حيث أصبح العامل البحري يتقاضى أجرة لا تكفيه في حاجياته وحاجيات أبنائه اليومية  هذا دون أن نتحدث عن الضمان الاجتماعي والتقاعد واقتطاعاته والتغطية الصحية وفي آخر الأمر أجرة زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع .إن الواقع المزري الذي يعيشه عمال البحر المرتبطون بالصيد الساحلي يستحق أكثر من وقفة ، إنها حياة مُحرِقة بين مطرقة الحاجيات اليومية وغلاء المعيشة وسندا الواقع المر الذي لا يرحم ،فمن ينتبه إلى هذه الفئة من الساكنة التي تساهم بشكل كير في الاقتصاد المحلي والوطني ولا تستفيد ، حيث تعيش على الهامش؟

الصحة….محتاجة الى العلاج المستعجل

اقليم اسفي :

يعتبر ملف الصحة بالإقليم من الملفات الشائكة ,وقضية من القضايا الساخنة ,اعتبارا لكون العلاج والتطبيب كحق من حقوق الإنسان فهو ضرورة من ضرورات العيش الكريم مثله مثل السكن والشغل والتعليم ,ويدخل في باب المتعيش اليومي ,دلك أن جماعة بشرية تنخرها الأمراض ولا طاقة لها للعلاج هي ميتة أصلا .

ولان عاصمة الإقليم ,وعاصمة جهة دكالة عبدة ,مدينة أسفي اغلب ساكنتها تعاني من أمراض مزمنة كأمراض الحساسية والربو.نتيجة التلوث البيئي من جراء أبخرة المركب الكيماوي  الفسفوري إلى جانب أمراض أخرى ,فهي محتاجة الى مجموعة من البنيات الصحية  والوحدات العلاجية الضرورية .ذالك ان الأطباء سجلوا خلال السنوات الاخيرة ارتفاعا مهولا لهذه الامراض ,ويعاني منها جل سكان المدينة وخصوصا الأطفال والشيوخ , حيث سجلت بالامس القريب في احدى الليالي حالات اختناق صعبة وبشكل فضيع أدت الى بعض الوفيات جراء تسرب بعض الغازات السامة والأبخرة الملوث للجو ,ولان بالمدينة مستشفى محمد الخامس الجهوي فقد عجز عن استقبال الوافدين عليه تلك الليلة .وندكر هنا على سبيل المثال لا الحصر , حادثة الناعورة المشؤومة التي عجز هدا المستشفى الجهوي عن استقبال المتضررين وارسال بعضهم   الى مراكش ,فهدا المستشفى هو الاخر مريض  ويحتاج الى العلاج ,يعاني من قلة وندرة الاطباء المتخصصين الشيء الدي يدفع بالمسئولين عليه الى الاستنجاد بأطباء القطاع الخاص ,وكم هي الحالات التي تم نقلها خارج الإقليم وربما يموت المصابون بها في الطريق قبل الوصول الى مكان المقصود وهي حالات تحتاج الى المعالجة السريعة والمستعجلة .

هدا الموضوع سال فيه المداد الكثير من طرف مراسلي الصحف المحلية والوطنية والجرائد الاليكترونية دون   ان يتم الانتباه الى هدا الإقليم ,وكان موضوع الصحة وضرورة التطبيب والعلاج لا يشكل أولوية بهدا الاقليم ,الدي يتضح انه يعيش التهميش والإقصاء في العديد من القضايا  والملفات الشائكة التي تحتاج الى الحل السريع حتى اصبح الناس هنا يعتبرون مدينة اسفي مقبرة للأحياء الموتى « شحال من مرض عالجناه بالصبر او القبر ».

العارفون بخبايا امور الصحة وهدا المستشفى الجهوي واجهة تغري الناظر اليها لكن الدي يدخلها ستصدمه مجموعة من الامور ,وكان الدي يدخله مفقود والخارج منه اما ميت او مولود.

فمن أجل ان يتجاوز المستشفى محنته ,ويحصل فيه اغلب المرضى على حقهم فان الامور تحتاج الى ارادة حقيقية تفعل انطلاقا من التدخل لتعيد لمجال الصحة بالاقبيم  وظيفتها الاساسيية فالساكنة محتاجة الى هدا الحق  في حياتها اليومية ,أما سلبه فهو سلب للحياة .وإعلان مسبق لموت شريحة اجتماعية واسعة أصبح المرض ينخرها ويقض مضجعها.